القِيَم التَّربَوِيَّة لِسَبَبِ نزُول سُورة الفاتِحة

          يهدف هذا البحث إلى استقصاء القيم التربوية العميقة التي تنبع من سبب نزول سورة الفاتحة، لاستخلاص ما تحتويه من عبر أخلاقية وأساليب تربوية مع التركيز على تأثير هذه القيم في تعزيز التربية الإسلامية على تنشئة الفرد المسلم وإصلاحه، واستخدمت الباحثة في الدراسة المنهج الاستقرائي ثم التحليلي فالتطبيقي، وتوصلت الباحثة إلى أن التربية الإسلامية يسهم في تعزيز الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانب الحياة المتوافقة مع العقيدة الاسلامية ، وأن سورة الفاتحة بينت الجوانب التربوية في البسملة والرحمة والعبادة والاستعانة والاستقامة والهداية، ففي البسملة يكون الاعتماد الكامل لله الممزوج بالثقة بالله والاستعانة به يخفف كل المصاعب والمتاعب في الحياة وذكر الأدعية المبدوءة بالبسملة يعمل على التوكل والعدالة والمساواة في المعاملة والتعاطي مع الآخرين، وأما قيمة الرحمة تعمل على رفع قيمة الحق مع الرفق الذي يحبه الله تعالى وعدم اتصاف المسلم بالقساوة والظلم، والقيم التربوية للعبادة وهي أساس الخلق يستنبط منها الإخلاص والاستعانة بالله لتعمل على قوة الضبط والاعتدال لما يواجه المسلم من الأهواء والشهوات، أما تدبر الاستقامة تشجع على الوحدة والتماسك بين المجتمع المسلم حتى يساعدوا بعضهم ويلتزموا بالسلوك الصالح، ثم قيمة الهداية تتطلب صدقا ونية صالحة حتى يصل المؤمن إلى بر الأمام. فسورة الفاتحة تحمل هذه القيم التربوية والأخلاقية التي يمكن أن تكون أساسًا للتربية الإسلامية وتوجيه الفرد نحو سلوك حياة صالح وأخلاق حسنة، فتكون أساسا مهمًا في بناء شخصية المسلم وتوجيهه نحو السلوك الصالح والتعاون مع الآخرين.