الشك المنهجي الديكارتي عرض ونقد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الملك سعود – كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية – مسار العقيدة والمذاهب الإسلامية

المستخلص

حاول ديكارت الوصول إلى اليقينيات عبر جسر الشكوك، فشكك في الأحكام الحسية والعقلية، ولم يتفطن إلى أنه يمارس أحكاما هدمية أثناء هدمه لتلك الأحكام، ثم شرع في بناء نظريته من منصّة التفكير المجرد، أي: التفكير الذي ليس له أي قيود، ثم زعم أن التفكير يستلزم قيد وجود الذات المفكرة، ولم يتفضن إلى هذا الخلل مرة أخرى، ثم شرع في إثبات وجود الله تعالى، وأشار إلى براهين بعضها جيد في الإثبات، لكنه لا يستقيم بناءً على أنه لم يثبت سوى مسلّمتين؛ فمنها أنه أثبت وجود الله تعالى من زاوية أن الشك نقصٌ، ولم يثبت بعدُ -بناءً على منهجيته- أن الشك ناقصٌ، ولما أثبت وجود الخالق تعالى كان هذا عنده صمّام أمان على الثقة بالمعارف البشرية، وأنها لا تخطئ البتة، فاستلزم هذا بعض الغلو في جانب اليقين والعصمة. ويمكن أن نلاحظ أن خطوات ديكارت البنائية خيرٌ من خطواته الهدمية، وهي عكس نظرة الفلاسفة الغربيين لها، بل أجزم أنه لولا خطواته الهدمية، لكانت كثيرٌ من خطواته البنائية صالحة للاستدلال.