مقدّمات في التأليف المعاصر في مناهج المفسّرين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

تخصص تفسير - قسم الدراسات الإسلامية - كلية التربية - جامعة الملك سعود

المستخلص

                    كانت نشأة الحديث عن مناهج المفسرين لبعض أهل العلم المتقدمين؛ وذلك بنصوص تكلموا فيها عن بعض التفاسير نقدًا أو تأييدًا أو وصفًا في تضاعيف كتبهم وتصانيفهم، أو فيما يُروى عنهم، دون إفرادٍ لهذا العلم بتصنيف خاص، وأما نشأة علم مناهج المفسرين واستقلاله كغيره مِن علوم القرآن؛ إنما كان مِن أجل ضبط الفهم الصحيح للقرآن الكريم، ومن أجل الوصول إلى بناءٍ قويم لأصول التفسير، وعند التأمل والنظر في أول المصنفات المعاصرة في مناهج المفسرين ظهورًا، والتي حازت قصب السبق في بناء مباحث هذا العلم وتأسيسه، فإننا سنجد أن هذا السّبق دائرٌ بين ثلاثة مؤلَّفات معاصرة، وأشهرها كتاب "التفسير والمفسرون" للدكتور محمد حسين الذهبي، ثم لما رسمت هذه المؤلفات الثلاثة لمن بعدها منهج البحث في هذا العلم، انطلق الباحثون المعاصرون يصنّفون فيه، وتعدّدت صور تأليفهم، وأصبحت كل صورة تتميّز عن الأخرى بشكل واتجاه معين، ومن أبرز هذه الصور: التأليف في مناهج المفسرين دون قيد أو رابط يربط بينهم، كالقيد الزماني أو المكاني؛ فهي الصورة التي اعتمد عليها الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه المتقدّم، وهي التي تُناسب الدارس المبتدئ لهذا العلم، فكان دراسة هذه الصورة باستقراء بعض السمات التي تُميّزها وتختصّ بها، وحصر المؤلفات المتوفرة والمتداولة منها من الأهمية بمكان، لاسيما وهي متفاوتة في زمن التأليف؛ فمنها ما صدر في القرن الماضي، ومنها ما صدر حديثًا في السنوات المتأخرة.