آراء محمد بن خفيف الشيرازي (ت371هـ) العقدية في مسائل الإيمان

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المملكة العربية السعودية، جامعة القصيم، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة

المستخلص

هذا البحث يســلط الضـوء على واحد من أبرز علماء الصوفية في القرن الرابع من الهجرة النبوية، وأحد أشهر تلاميذ أبو الحسن الأشعري، كان له حضوره ومكانته العلمية الكبيرة بين فقهاء المذهب الشافعي والمدرسة الأشعرية ألا وهو محمد بن خفيف الشيرازي. فهو منسوب إلى بلده شيراز في بلاد فارس، وعالمنا هذا شافعي المذهب في الفقه ومنسوب إلى الأشاعرة، وقد أشار جولد تسيهر المستشرق المجري، في مذكراته شيئا عن مكانة محمد بن خفيف، فقال: "إن ذكر ابن خفيف بين علماء الشافعية، منحه مكانة خاصة بين الصوفية". وليس هذا فحسب فقد بلغت منزلة ابن خفيف مكانة مرموقة في تدريس مذهب الأشاعرة، يؤكد ذلك واحداً من علمائهم، ألا وهو الباقلاني، فيقول حاكياً عن لقاء جمعه بابن خفيف: "خرجت إلى شيراز، فلما دخلت المدينة استقبلني ابن خفيف في جماعة من الصوفية وأهل السنة، فلما جلسنا في موضع كان ابن خفيف يدارس فيه أصحابه "اللمع" للشيخ أبى الحسن الاشعري، فقلت له: تماد على التدريس كما كنت، فقال لي: أصلحك الله، إنما أنا بمنزلة المتيمم عند عدم الماء، فإذا وجد الماء فلا حاجة إلى التيمم. فقلت له: جزاك الله خيرا، وما أنت بمتيمم، بل لك حظ وافر من هذا العلم، وأنت على الحق، والله ينصرك". وقد أثنى على ابن خفيف كثير من العلماء مثل ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والسمعاني، وقد حفظ علماؤنا المعاصرون لابن خفيف مكانته التي استحقها، كونه - بشهادتهم - على مذهب أهل السنة والجماعة؛ منهم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فقال عنه: "إنه على مذهب أهل السنة والجماعة وأنه ذو قوة تحقيق وكمال علم".