الدار قطني ومنهجه في إلزام الشيخين وأسباب عدم إخراجهما لما ألزم ‏به

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

طالب في مرحلة الماجستير في قسم السنة وعلومها - جامعة القصيم ‏

المستخلص

   الدَّارَقُطْنِي: وهو الإمام الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدَّارَقُطْنِي، الشافعي، ولد على الراجح سنة 306هـ في بغداد، في محلة كبيرة هناك اسمها دار القطن، وإليها يُنسب. والإلزام لغة أصله الجذر (لَزِمَ) وهو يدل على مصاحبة الشيء بالشيء دائمًا، و"الإلزام" في الاصطلاح مرادف لمعنى "الاستدراك"، أو "التصحيح"، عند علماء الحديث، ويمكن القول بأن الإلزام عند الدارقطني هو: إخراج أحاديث ترك الشيخان إخراجها مع أن أسانيدها أسانيد قد أخرجا في صحيحيهما بمثلها. وقد بدأ بذكر مجموعة من أحاديث بعض التابعين الذين أخرجا لهما في صحيحيهما، مما يرى أنهما تركا من حديثه شبيهًا ولم يخرجاه، وأخذ في تطبيق هذا المنهج في عشرة أحاديث وبعد انتهائه من سردها أورد قاعدة أخرى وهي: "ذِكر أحاديث رجال من الصحابة رووا عن النبي ﷺ، رُويَت أحاديثهم من وجوه صحاح لا مطعن في ناقليها، ولم يُخْرِجا من أحاديثهم شيئًا، فيلزم إخراجها على مذهبهما". ثم بدأ في سرد التراجم الواردة في هذه الأحاديث العشر، وأخذ يعرض لجزء من الإسناد المبين لموضع الإلزام للصحابي، أو للتابعي الراوي عنه، ويذكر أحيانًا مواضع الراوي عن التابعي، أما الرواة الضعفاء فيذكر بعضهم، ولا يعوّل عليهم، ولا يتطرق لبقية رجال الإسناد، وعند سرد التراجم يبتدئ كل ترجمة بقوله: حدیث فلان عن فلان، ثم حذف كلمة حديث بعد ذلك واكتفى بذكر أسماء التراجم مباشرة واستخدم بعض العبارات التي بيّن فيها مواضع إخراج الشيخين لهذا الراوي الذي يلزم به.