العمى في القرآن الكريم (دراسة موضوعية)‏

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 قسم التفسير وعلوم القرآن - كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية - جامعة ‏جدة

2 كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية - جامعة جدة

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى دراسة مفهوم العمى في القرآن الكريم من خلال المنهج الموضوعي، بتحليل دلالاته المادية والمعنوية، وبيان سياقاته المختلفة في الآيات. اعتمد البحث على الاستقراء الشامل لنصوص القرآن، وتحليل المفاهيم المرتبطة بالعمى كالهداية والضلال، مع التركيز على الجوانب الروحية والعقلية. ومن أبرز النتائج التي توصل إليها البحث: العمى المادي: ذُكر في سياق المعجزات، كشفاء الأعمى، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى﴾ ، مما يؤكد ارتباط البصيرة بالإيمان. والعمى المعنوي: وهو الأكثر تكرارًا، حيث يُصوّر الضلال والجحود بـ"عمى القلب"، كما في قوله تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ﴾ ، العلاقة بين العمى والهداية: يُقدّم القرآن العمى كضد للبصيرة، مع التأكيد على أن الهداية من الله، كما في قوله: ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى﴾ ويخلص البحث إلى أن العمى في القرآن ليس مجرد فقدان البصر، بل هو رمز لانعدام الإدراك الروحي والعقلي، مع تأكيد أن العلاج يكون بالرجوع إلى هداية القرآن. كما يبرز البحث كيف وظّف القرآن هذا المفهوم لترسيخ قيم الإيمان والحث على التأمل والتدبر.