يتناول هذا البحث دراسة نقدية عقدية شاملة لظاهرة الساينتولوجيا، وهي ديانة وضعية حديثة نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية منتصف القرن العشرين على يد كاتب الخيال العلمي “ل. رون هابرد”. وقد تطورت من أفكار نفسية علاجية غير مثبتة علميًا إلى منظومة دينية تدّعي امتلاك وسائل للخلاص الروحي والارتقاء العقلي، واستطاعت أن تحصل على اعتراف قانوني في بعض الدول. يهدف البحث إلى بيان الأسس العقدية لهذه الديانة، وكشف التناقضات المنهجية والعلمية التي بُنيت عليها، وبيان انحرافاتها عن العقيدة الإسلامية. وقد اعتمد الباحث المنهج الوصفي النقدي، مستندًا إلى مصادر أصلية كتبها مؤسس الديانة، إضافة إلى مقابلات ميدانية مع عدد من معتنقيها السابقين والحاليين، وتحليل للمراكز الدعوية والكنسية الخاصة بها. وقد خلُص البحث إلى أن الساينتولوجيا تفتقر إلى المقومات العقدية والدينية الحقيقية، وأن نشأتها كانت ذات دوافع تجارية بحتة، مستغلة الهالة الدينية لتحقيق مكاسب مادية. كما أظهر البحث تناقض خطابها مع الشرائع السماوية، وترويجها لمفاهيم غيبية زائفة لا تستند إلى وحي ولا إلى دليل عقلي أو نقلي. واختتم البحث بجملة من التوصيات، أبرزها ضرورة التصدي الفكري المنهجي للديانات الوضعية المعاصرة، وإثراء المكتبة العربية بدراسات عقدية متخصصة تسبر أغوار الحركات الفكرية الحديثة وتبين خطرها على العقيدة الإسلامية والمجتمعات المسلمة.